لماذا يجب ألا نتعقّب الأحباء السابقين على مواقع التواصل؟
2016-09-29 11:16
في الماضي، حين كانت العلاقة العاطفية تنتهي بين شخصين، كان يكفي للطرفين أن يخفيا الصور القديمة في الدرج، أو يمزّقا رسائلهما المتبادلة، وينسيا الأمر بعد أشهر أو أسابيع، ويتابعا حياتهما. كانت الصور التي تسبّب ذكريات سيئة أو مؤلمة، تبقى بعيدة عن العين والذاكرة. كما أنّ الشخص الذي كان يخرج من حياتنا، كان يخرج بشكل نهائي، إلا إن جمعت بيننا الصدف... كلّ ذلك لم يعد ممكناً اليوم في زمن السوشل ميديا.
قد ينفصل طرفان أو يتخاصمان، لكنّ مسألة تخطّيهما للماضي صارت أكثر صعوبة بوجود فايسبوك وانستغرام وتوتير. قد يكون الانفصال من دون مشاكل، بما لا يبرّر "البلوك". ولكن حتّى مع حجب حساب الشريك السابق، ستبقى صوره حاضرةً على حسابات الأصدقاء المشتركين. فكيف السبيل الى النسيان؟ وهل من الخطأ تعقّب حساب الحبيب أو الحبيبة بعد الانفصال؟
أشارت عدّة دراسات علميّة حديثة، إلى آثار مواقع التواصل السلبيّة، خصوصاً في مرحلة الانفصال العاطفي. يقتضي الشفاء من أعراض الحزن المصاحبة لفشل العلاقة، الابتعاد عن كلّ ما يذكّر بالماضي. تعقّب صفحات الأحباء القدامى على فايسبوك لن يفيد، خصوصاً أنّ العلاقة انتهت، واستمرار ملاحقة أطياف الشريك، يعطي انطباعاً خاطئاً باحتمال تجدّدها. تقضي مواقع التواصل على الفاصل بين الواقعي والافتراضي، ومع استمرار حضور الشريك في حياتنا على فايسبوك، سيكون من الصعب فصله عن واقعنا.
التعلّق بصور الشريك السابق على فايسبوك ومواقع التواصل الاجتماعي يصعّب انطلاقنا إلى حياة جديدة، واختبار فرص أخرى مع أناس آخرين. كما أنّ في متابعة أخباره على هذه المواقع اعتداء غير مباشر على خصوصيّته، إذ أنّه قد يكون هو بدوره يحاول تفادي ذكريات العلاقة، وبدء حياة جديدة.
الطريقة الأنسب لتفادي الافراط في التلصّص على بروفايلات الأحباء السابقين، هي الابتعاد عن مواقع التواصل لفترة. كما أنّ قضاء وقت أقلّ على مواقع التواصل، والتلهّي باهتمامات أخرى مثل الرياضة أو القراءة، يساعد على الشفاء.