القصة الغريبة وراء نشأة أحدى أكثر ماركات الملابس الرياضية شهرة على الإطلاق Adidas أديداس
2017-10-05 17:00
ستتعرفون أعزائي القراء في مقالنا هذا على موقع دخلك بتعرف على الظروف التي بدأ فيها الرائد في صناعة الألبسة الرياضية أديداس® مشواره، وابتكارات التسويق الأولى التي اتبعها، وقصة علامته التجارية الشهيرة، وعلاقاته مع النازيين، وكيف نشأت المنافسة بينه وبين غريمه التقليدي مصنّع الألبسة الرياضية "بوما – Puma".
هناك احتمال ضعيف للغاية أن يكون قلة قلائل منا من لم يسبق له ارتداء إحدى منتجات شركة "أديداس" في وقت أو في آخر من حياته. عندما كنت مراهقا، كانت أرقى ماركات الأحذية الرياضية المخصصة للركض هي "Adidas ROMs"، وقد استغرقني الأمر بضع سنوات من النحيب والتوسل والبكاء قبل أن يبتاع لي والداي زوجا منها، وإن لم تخني ذاكرتي، فقد كان سعرها يتراوح بين ما قيمته ثلاثة وعشرين دولارا آنذاك، وهو مبلغ باهض في أيامنا تلك، الذي كان يمثل حصة لا بأس بها من مدخول والدي الشهري.
تغيرت الأمور منذ ذلك الحين كثيرا، وأصبحت شركة أديداس الآن شركة متعددة المليارات تبلغ قيمة مبيعاتها السنوية حوالي عشرة 12 مليار دولار سنويا.
في أيامنا هذه، لا أعتقد أنه يوجد شخص على وجه الكوكب ممن لا يعرف علامة الشرائط الثلاثة الشهيرة The Three Stripes التابعة لشركة أديداس، التي تم تصميمها من طرف مؤسس الشركة نفسه "أدولف داسلر" والتي استعملت أول مرة في الأحذية في سنة 1949.
لا توجد أي شعار أو شارة تضاهيها في البساطة والروعة، أراد داسلر من هذه الشارة شيئا يمكن تذكره بسهولة وربطه بشركته عندما لبس الرياضيون ماركته تلك في فعاليات المسابقات الرياضية الدولية، وقد كانت تلك فكرة رائعة وبسيطة، فكرة تخصيص جزء من قسم شركته من أجل الرياضة والرياضيين، ومنذ ذلك الحين أصبحت أديداس ذات الأشرطة الثلاثة جزءا لا يتجزأ من عائلة أديداس.
لطالما أرادت شركة نايكي أن تقوم بذلك أيضا، إلا أن أديداس هزمتها في ذلك وسيطرت على السوق في الطول والعرض منذ عقود مضت، إلا أن العالم آنذاك عرف علامة تجارية أخرى نافست شركة أديداس في هذا المجال وتغلبت عليها، إنها الشركة الفنلندية "Karhu Sports"، لكنها؛ ولسوء حظ مالكها، قد أرهقها نقص التمويل بسبب الحرب العالمية الثانية، مما دفع صاحبها إلى بيعها إلى الشركة المنافسة "أديداس" مقابل مبلغ يعادل في أيامنا هذه مبلغ 2081.52 دولارا وزجاجتي ويسكي.
بينما أبقت الشركة على علامتها ذات الشرائط الثلاثة ولم تتخل عنها أبدا، عرفت شركة أديداس للألبسة علامتين كبريتين على مر تاريخها:
كان أولها، هو "البرسيم" Trefoil ثلاثية الأوراق، التي تم طرحها في سنة 1971، عندما قامت شركة الألبسة الرياضية هذه بإنشاء فرع البدلات الرياضية، وقد كان مرادا منها أن تمثل تعدد فروع الشركة أو الماركة.
لا تزال تستعمل حتى يومنا هذا، أما العلامة الثانية، فقد تم طرحها في سنة 1997، والتي تم تصميمها من طرف مدير قسم الإبتكارات والإبداع "بيتر مور"، والتي قامت بضم الأشرطة الثلاث في علامة أيقونية واحدة بسيطة، وقد تم إضافة بعض من الرمزية إلى هذه الخلطة، مع كون العلامة الجديدة تمثل شكل جبل وتضمنت العبارة التالية:
كان هذا أقوى شعار دعائي آنذاك.
تاريخ شركة أديداس:
بعد عودته من الحرب العالمية الأولى، بدأ أدولف (أدي) داسلر بإنتاج وصناعة بعض الأحذية الرياضية في منزل في مدينة والدته "Herzogenaurach" الواقعة في منطقة بافاريا، وبعد أن لاقى بعض النجاح البسيط؛ التحق به شقيقه "رودولف" (رودي). وقد أطلق هذا الثنائي على منتوجهما اسم "Gebrüder Dassler Schuhfabrik"، والذي يعني "مصنع الإخوة داسلر للأحذية".
وعندما تم تنظيم الألعاب الأولمبية في مدينة ميونيخ الألمانية في صيف سنة 1936، قرر "أدي" أن يقوم بإنتاج الأحذية الرياضية ذات المسامير في أسفلها من أجل الرياضيين المتنافسين كطريقة للترويج لمنتوجه، كما أنه سعى حتى لإقناع العداء البطل آنذاك الأمريكي "جيسي أوينز" من أجل اقتناء زوج من تلك الأحذية (وهو الأمر الذي يعتبر أول عملية تمويل استفاد منها رياضي أمريكي من أصول أفريقية في التاريخ).
وعندما حصد "أوينز" في تلك المسابقة أربعة ميداليات ذهبية (وهو ما تسبب في كرب كبير لهتلر)، ارتفع الطلب على الأحذية الرياضية من صنع داسلر ليبلغ مستويات خيالية، ومع اندلاع الحرب العالمية الثانية، كان الأخوان داسلر يبيعان سنويا مائتي زوج من الأحذية الرياضية.
بطاقة النازيين:
في منتصف سنة 1930، التحق كلا الشقيقين بالحزب النازي (على الرغم من أن رودي كان أكثر حماسا حول هذا الحزب ودعمه له)، وبينما بقي أدي للسهر على نمو الشركة، تطوع رودي للتجنيد في الجيش.
اقتنع بعد ذلك، ولأسباب مجهولة، رودي بأن شقيقه أدي قد تواطأ مع ضباط ساميين في الجيش النازي من أجل إرساله إلى جبهة القتال في بولندا، وبعد أن تم أسره من طرف جنود أمريكيين وتوجيه عدة تهم له من بينها تهمة الإنتماء إلى وحدات القتال النازية سيئة السمعة الـWaffen SS، إقتنع بعد ذلك أيضا أن شقيقه هو من أطاح ووشى به.
بعد انقضاء الحرب؛ وعلى الرغم من أن هذين الشقيقين كانا يقيمان في نفس الفيلا، إلا أن الخلافات بينهما زادت حدة، فنشبت بينهما على إثر ذلك منافسة شرسة بعد تأسيس رودي لشركة الأحذية الرياضية خاصته في سنة 1947.
إنتشر خبر الخلاف والمنافسة ليعم أرجاء المدينة التي كانا يقطنان بها، وبدأ سكانها يظهرون إلى أي جانب ينحازون من خلال ارتدائهم لمنتوجاته، كما انتقلت حدة هذا الخلاف إلى هؤلاء السكان الذين انشقوا لفريقين؛ واحد يساند أدي والآخر رودي، وكان الخلاف حادا بين أوساط العامة لدرجة أن أنصار أدي لم يكونوا يطيقون حتى التحدث إلى أنصار رودي.
العلامات التجارية المتنافسة:
أصبحت إحدى هذه الشركات المتنافسة ما يعرف اليوم بشركة "أديداس" الشهيرة، والتي يعتبر اسمها نفسه اختصارا لإسم "أدي" (أدي اختصارا لإسمه أدولف، و"داس" اختصارا للقبه داسلر). قام رودي بتأسيس شركته الخاصة لينافس بها شقيقه أدي، والتي أطلق عليها اسم "رودا" في بادئ الأمر، ثم قام بتغيير الإسم لاحقا إلى "بوما Puma".