ما سبب طول عنق الزرافة الفارع وفقا لآخر ما توصل إليه العلم؟
2017-10-06 09:24
لربما كنت تعتقد أنك تعلم سبب تطوّر عنق الزرافة للشكل الذي نراه اليوم، لربما كان أسلاف الزرافات الحالية يتغذون على أوراق الأشجار، وتمكنت الزرافات التي كانت تمتلك أعناقاً طويلة التي يصل طولها إلى المترين من الوصول إلى أوراق الأشجار العالية، مما أعطاها أفضيلة ساعدتها على البقاء والإستمرار أكثر من قريناتها اللواتي لم يتمكنّ من الوصول للغذاء الذي يقبع في الأعالي.
سمح لها ذلك أيضاً بتمرير جيناتها لذرياتها التي أصحبت تملك الآن هذه الاعناق الطويلة ذات الشكل العجيب، ولكن العلماء لا يعملون السبب الحقيقي وراء الطول الغريب لعنق هذه الحيوانات، ففي الحقيقة هناك 6 نظريات مطروحة حول هذا الموضوع.
أتى فريق من العلماء بنظرية أخرى عن سبب طول هذا العنق، وهو يُصنف من ضمن الأسباب البقائية التي ساعدتها على النجاة ضمن بيئتها.
لربما كان الهدف من وجود هذا العنق الطويل هو مساعدة الزرافة على تنظيم حرارة جسمها الداخلية، ولكن هذه النظرية معقدة وتحتاج لعمليات حسابية زرافية رياضية.
نُشر في جريدة تدعى "Journal of Arid Environments" ما يلي: "إلى الآن لم يتم قياس مساحة سطح جسد الزرافة إلا في سياق بحث تم لمعرفة قدرة الزرافة على السباحة والعوم، وليس لمعرفة تنظيم حرارة جسمها"، لربما كان لمساحة السطح الزائدة التي يعطيها عنق الزرافة دور في أمور تنظيم حرارة جسمها.
إن حساب الكتلة سهل، فكل ما علينا فعله هو أن نزن الحيوان، ولكن حساب مساحة السطح هو أمر صعب، إذاً كيف قام هؤلاء العلماء بقياس مساحة سطح الزرافة؟
قام العلماء بتقسيم جسد الزرافة إلى عدة أجزاء، وقاموا بحساب مساحة سطح كل جزء على حدى، حيث كانت هذه الأجزاء: الرأس، والجذع والأطراف العلوية، والأطراف السفلية والرقبة، وبناءً على هذه القياسات التي تمت على عينة من الزرافات مكونة من 30 زرافة ذكر و30 زرافة أنثى، ومع استخدام فريق البحث لمعادلات رياضية عالية المستوى، تمكنوا من الوصول إلى الجواب التالي: معدل مساحة سطح جسم الزرافة أقل من 8 أمتار مربعة، وهذا مشابه لمساحة غرفة طالب في السكن الجامعي، مع العلم أن المساحات تراوحت بين مترين و12 متراً مربعاً، وذلك حسب كل زرافة.
اتضح أن نسبة المساحة إلى الكتلة في الزرافات لا تدل على وجود فائدة تنظيم حراري كبيرة، ولكن لا يزال يُعتقد أن لرقبة الزرافة الطويلة وسيقانها دور في التخلص من حرارة الجسم المرتفعة، فبملاحظة سلوكياتها المختلفة مثل تبديلها لوضعية أجسامها عند تعرضها لأشعة الشمس خلال النهار، نستنتج أن ذلك يمكن أن يساعدها على فقدان الحرارة أيضاً.
الخلاصة:
لا يزال العلماء لا يعلمون السبب الحقيقي وراء تطور عنق الزرافة لمثل هذا الشكل، ولكنهم يعتقدون بأن الأمر لا يتعلق بسبب واحد بسيط، بل هو مجموعة من عدة أسباب، تتنوع بين الوصول إلى الطعام في أعالي الأشجار، والتنظيم الحراري، ولأن التطور عملية معقدة، والعلماء مشهورون باهتمامهم بأصغر التفاصيل، فنحن لا نستغرب قيامهم بقياس مساحة سطح الزرافة وكل جزء على حدى للوصول إلى تفسير منطقي. وهذا هو جمال العلم.